fbpx

التنمية الذاتية المستدامة

التنمية الذاتية, لو سميت بالتنمية الجماعية لكان كلام آخر. النموذج الأمريكي قوي ليس فقط في تنمية الذات بل قوي كذلك في تنمية المهارات الجماعية و بناء فرق العمل. أظن يكمن المشكل في المدرب لا في النموذج الأمريكي. كيفما كان النموذج, التنمية الذاتية يجب أن تضاف إليها كلمة مستدامة كما الحال في التنمية بصفة عامة حيث أن منظمة الأمم المتحدة رأت أن النموذج الاقتصادي العالمي لا يمكن أن يصمد طويلا, و فكرت في أجيال المستقبل. مثلا كل شجرة قطعت لا بد أن تعوض…..كل شركة تستغل موارد طبيعية لابد أن تحافظ على بالبيئة. هذا النموذج الاقتصادي أثبت فشله لأن الكرة الأرضية الآن تعيش عدم توازن بين الموارد و الاستهلاك العالمي, ناهيك عن توزيع الثروات. لكن جشع و طمع بعض الفئات و بعض الشركات و جريها و راء المزيد من الأرباح جعل المواطن العالمي كيفما كانت جنسيته يعمل من أجل الاستهلاك لا من أجل خلق الثروة. حتى المنهجيات الجديدة للتدبير و الجودة و التسويق و احترام الزبون كيفت لصالح الشركات. أنصح بالعمل الذاتي أولا لا بأخذ أقراص و حقنات التنمية الذاتية, بل بتمارين يومية (كما بالنسبة للرياضة: الأطباء يوصون بنصف ساعة يوميا).

كل تجاربنا اليومية حقل من حقول التنمية الذاتية, ناهيك عن عاداتنا و عباداتنا: كالصلاة جماعة, الحج, العمرة, صلاة الجمعة. قوة السلسلة تكمن في صلابة كل حلقة و رسولنا صلى الله عليه و سلم كان يعتكف و حيدا, حتى طقوس اليوكا تنصح بالجلوس مع الذات و كذلك تقنيات التنمية الذاتية الأكثر فعالية تعتمد على التنويم و غيره.

 

حقيقة العالم يتحرك بنماذج غربية و التي غالبا ما كانت نتيجة بحوث علمية رصينة و التي بدورها كانت نتيجة تكوين محترف لأغلب أفراد المجتمع الغربي. دورنا أن نسارع في نقل ما توصل إليه الباحثون الغربيون كما أخذوا من حضارتنا آخر التطورات و الاكتشافات, و دورنا كذلك بناء أنفسنا و بنا الفرد وفقا للمدرسة الأخلاقية المحمدية.

 

هذه الذات محور أغلب النقاشات هي من صنع الخالق, فكيفما تفنن المخلوق غربيا كان أم عربيا لإصلاحها و إخراج أحسن ما فيها, لن يستطيع حتى يعود لمنهج الاستعمال و هو القرآن الكريم.

 

خطأنا ربما, أننا جلسنا و وقفنا مع ذواتنا كثيرا….

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *