طبعا نهاية السنة غير صالحة بتاتا لوضع البرنامج السنوي المقبل أو حتى القيام بجرد للمنجزات المحققة في السنة الفارطة.
في عالم المقاولة، تعتبر المحاسبة العامة السنوية إجبارية و المحاسبة التحليلية الدورية اختيارية، على الأقل هذا ما يدرس، كذلك بالنسبة للإنسان و ربما أكثر، نستطيع القول بضرورة اعتماد محاسبة يومية على غرار المحاسبة العمرية.
نهاية السنة تعتبر مناسبة لمن يتقنون تحليل الحصيلة، و لهم باع طويل في التحاليل و قراءة لغة الأرقام و إصدار القرارات بسرعة الضوء، أما من لم يحدد أهدافا و لم يحقق إنجازات و لم يقم و لو مرة واحدة بتحليل حصيلته الدورية، يومية كانت أو أسبوعية أو شهرية، فنهاية السنة لن تغير شيئا مذكورا في أهدافه المستقبلة و لو تظاهر بذلك.
خريطة الطريق تبدأ قبل سنوات خلت و ربما تبدأ عندك اليوم، ما هي أهدافك الكبرى، كبيرة جدا، ماهو إذن هدفك؟ نعم، هدفك، هدف واحد و وحيد؟ ممكن لهدف واحد أن يغير نمط عيشك كما تغير الطيور وجهتها.
حين تبرمج نمط عيشك على هدفك، ستغير وقت استيقاظك، ستغير عاداتك اليومية، ستكتب اليوم مخطط الغد، ستحدد وقت العمل و وقت الراحة، و قت الأكل و وقت القراءة، ستبدأ بلمس منجزاتك اليومية، ستكبر طموحاتك، ستفكر في أهداف أخرى، كبيرة و صغيرة و متوسطة، ستبرمج يومك و أسبوعك و شهرك و سنتك على أحسن وجه، طبعا لأنك تعرف ما تريد و تعرف إلى أي اتجاه أنت ذاهب و مع من و كيف ستصل، و العدة اللازمة للوصول، و الوقت المناسب للوصول….المهم في هذا كله هو الاستمتاع قدر المستطاع بالرحلة و بكل مرحلة على حدة.
ستحقق مشاريعك، ستقسم أهدافك السنوية إلى أهداف نصف سنوية و أهداف شهرية، ستزداد عندك قيمة الوقت أكثر من أي شيء آخر، أكثر من هذا، ستندمج هذه الأدوات كلها في شخصيتك حتى تنصهر داخلك و تصبح و تمسي معك، تحدثك و تهمس لك، تذكرك بالهدف و تحفزك للمزيد، دون أدنى مجهود إضافي، لأنك تخلصت من عاداتك البئيسة التي كنت تظن أن العيش بدونها مستحيل. ستنقش في أحجار شخصيتك الكريمة عادات جديدة توافق أهدافك و تعززها، و كلما استمتعت بهذا التغيير كلما أعطيت الضوء الأخضر لجسدك ليتحرك و لقلبك أن يسمو و لعقلك أن يفكر بطريقة مركزة بدون زيادة أو نقصان، مفرزا عادات لم تكن تخطر على بالك، تشكل مصدر قوة لك.
عمليا، خذ يوما مثاليا بالنسبة لك و قم بتقليد ما قمت به في اليوم الموالي، غير و حسن كما شئت حتى تصل ليوم كله عطاء و راحة و تفاهما و رضى.
أكيد سيكون الطريق طويلا، شاقا نعم بلغة العادات البئيسة، تأكد فقط أنك في الطريق الصحيح، الباقي تفاصيل.
و أنت في الطريق، ستجد باب القناعة، افتحه فورا، ستجد باب الصداقة، افتحه فورا، ستجد باب الفرص، اغتنمها،…….طبعا عقلك و قلبك و جسدك لن يكترثوا لعدة أبواب، لم تعد تراها أصلا مهمة.
و أنت في الطريق، تذكر أن السنة لا تعني الكثير من الوقت، لا تظنن أن لديك المزيد منه، تذكر أن كل شهر مهم بالنسبة لك و لأهدافك، تذكر أن كل يوم مهم بالنسبة لك و لأهدافك.
إنجازاتك و فعاليتك تحسب كل يوم و ليلة.