fbpx

التطوير الذاتي: من العشوائية إلى الإتقان. الحلقة 13

انتهاز الفرص

يمكن أن تطبق التقنية المذكورة في المقال السابق عندما تحتاج إلى اتخاذ قرار كبير أو التخطيط لرسم مسار حياتك. ولكن ماذا عن هذا الخوف الحاد؟ هذا الخوف على المدى القصير؟

في هذه الحالة، نفس العملية الدقيقة تدخل حيز التنفيذ. خائف من التحدث أمام الجمهور؟ الحل يكمن في تطبيق نفس التقنية مع ضوابط الخوف، حيث يجب أن تفكر في النتائج المحتملة ولماذا لا تهمك حقًا. أمامك خياران: أن تبقى هادئًا وتبقي على خوفك، أو تغتنم الفرصة و تتألق بحيث تكون أقل خوفًا في المحاولة القادمة.

تفكر في القيام بالقفز بالحبال من مكان عال؟ ثم مرة أخرى، تتذكر كل الأشياء التي يمكن أن تسير على نحو خاطئ ومدى جدية الأمر و احتمال حدوث ذلك. بالتأكيد، قد يتمزق الحبل أو يتمدد أكثر طويلاً، لكنك تعلم أن احتمال حدوث ذلك يمثل نسبة 0.0001٪ أو أقل.

ليس ذلك فحسب، بل ستنتهي كل هذه التخوفات على الفور، ولن تعرف أبدًا أي شيء منها بعد اجتياز المغامرة بنجاح.

ولا يمكنك طبعا أن تعيش حياتك في خوف.

اقفز إذن!

بالعودة إلى الرواقيين للحظة، هناك قول مفاده أنه لا يمكنك التحكم في ما يحدث لك، لكن يمكنك التحكم في رد فعلك اتجاهه. ضع ذلك في اعتبارك واحتفظ بردود أفعال هادئة، حتى عندما ينهار العالم من حولك.

كل هذا يمكن أن نتغلب عليه مع القليل من التأمل، مع إدراك ذهني عالي و كذلك عن طريق العلاج السلوكي المعرفي أو “العلاج السلوكي الإدراكي”، وهو نوع من التدخل العلاجي النفسي “psychotherapeutic” الذي يوصي بتغيير أنماط التفكير الخاصة بنا من أجل تغيير الطريقة التي نشعر بها والطريقة التي نتصرف بها. تتضمن هذه التقنيات أقوى تحدي و هو “التحدي الفكري” الذي يرقى أساسًا إلى وضعية الخوف و ضوابطه. هنا يمكنك ببساطة من إلقاء نظرة على الأفكار والمعتقدات التي تقيدك ثم تقييم مدى صلاحها و واقعيتها. تجربة تبدو مألوفة، أليس كذلك؟

و بدون أدنى دهشة، تعتبر تقنية العلاج السلوكي الإدراكي واحدة من الطرق المفضلة للتغلب على الرهاب! “phobias”

ولكن يعتبر مفهوم “اختبار الفرضيات” أكثر قوة من  تقنية العلاج السلوكي الإدراكي، و هذا يعني أنك لا تختبر الأفكار في عقلك فقط: بل تخرج بالفعل إلى الميدان وتختبر كل شيء شخصيًا.

إذا كان لديك خوف يشلك و يعطل قدراتك عند التحدث أمام الجمهور، فإنك مع ذلك تصعد على خشبة المسرح وتلقي خطابًا هشًا عن قصد. أنت بهذا التصرف تواجه “سيناريو الحالة الأسوأ” بشكل مباشر وتثبت لنفسك أنها ليست بهذا السوء حقًا، و غالبا ما يبلو المرء بلاء حسنا مع كل هذا الخوف.

عند القيام بذلك، يمكنك أن تتعلم كيف تحجر عواطفك من الأشياء التي قد تجدها مخيفة في العادة، ويمكن أن تصبح نسخة أكثر ثقة وخوفًا من نفسك.

وهذه التجربة حقًا أفضل طريقة للتغلب على الخوف: إنها مواصلة دفع نفسك إلى الأمام وتحدي نفسك. استمر في تعريض نفسك للأشياء التي تجدها شاقة. الخوف هو علامة جيدة – إنها علامة على أنك تنمو – وكلما تدربت على إبقاء عقلك هادئًا وثابتًا في هذه المواقف، كلما وجدت أن ردة فعلك أصبحت طبيعية.

إضافة واحدة فقط: تذكر أن تتنفس! التنفس بعمق سوف ينشط نظام الراحة والهضم – الجهاز العصبي اللاودي – “”the parasympathetic nervous system وسيؤدي ذلك إلى إبطاء معدل ضربات القلب وإخضاع استجابة الذعر لديك.

ضع عينيك على الجائزة: إذا تمكنت في النهاية من القضاء على الخوف، فيمكنك مواجهة كل التحديات وتحقيق النجاح التي تريده.

……يتبع……

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *