fbpx

التطوير الذاتي: من العشوائية إلى الإتقان. [الحلقة 1]


مقدمة حول شبكة الوثب أو الشبكة البارزة “Salience Network”
ما يهمنا هنا هو ما يشير إليه علماء الأعصاب وعلماء النفس بـ “التحكم المتعمد” أو “الاهتمام التنفيذي”. هذا يصف قدرتنا على توجيه انتباهنا إلى أعمالنا مع المحافظة على هذا الانتباه حتى إتمام أعمالنا على أكمل وجه: السيطرة الكاملة على ما نختار التركيز عليه مع المحافظة على هذا التركيز أو إهماله باختيارنا إذا رغبنا في ذلك.
إذن كيف يعمل هذا النظام؟ يتعلق الأمر بالعديد من المناطق الأمامية داخل الدماغ التي تتحكم في هذه الوظيفة. ولعل أبرزها هو القشرة الحزامية الأمامية، “The anterior cingulate cortex”و التي كانت نتيجة لمقدار كبير من البحث.
في الواقع، يتم التحكم في الانتباه من قبل شبكتين منفصلتين داخل الدماغ: هاتان الشبكتان تعملان معا من أجل الحصول على النتيجة المرجوة. وعلى وجه التحديد، يشار إلى هذه الشبكات باسم “شبكة الانتباه الظهرية”، “Dorsal attention network” و التي تشمل مناطق الدماغ التي تعمل على طول الجزء العلوي من الدماغ (تعني الظهرية “القمة” في علم الأحياء – ومن ثم “الزعنفة الظهرية”) و “شبكة الانتباه البطنية”، “Ventral attention network” (والتي تمتد أسفل الدماغ).
إن فهم هاتين الشبكتين المختلفتين و التي تتحكمان في الانتباه هو المفتاح لأن لديهما أغراضًا مختلفة تدور حول كيفية الحصول على انتباه عالي. تهتم شبكة الانتباه الظهرية باهتمامنا المتعمد. وبعبارة أخرى، عندما تقررالتركيزعلى قراءة كتاب لفترة من الوقت، أو أردت معرفة كم الساعة، فأنت تستخدم شبكة انتباهك الظهرية.
في الوقت نفسه يتم استخدام شبكة الاهتمام البطنية عندما يتم توجيه انتباهنا خارج سيطرتنا بطريقة توحي بردة فعل. بعبارة أخرى، عندما تسمع صوت انفجار عالٍ تستدير وأنت تنظر إليه، فأنت تستخدم شبكة انتباهك البطنية.
لكن شبكة الانتباه البطني يمكن أن تشتت أيضًا من خلال مجموعة من القرائن و الدلائل البيولوجية الأخرى. إذا كنت جائعًا على سبيل المثال، فستبدأ شبكة انتباهك البطنية بتوجيه انتباهك نحو الحصول على الطعام، وإذا كنت متعبًا، فإن شبكة انتباهك البطنية ستوجه انتباهك نحو الحصول على الراحة.
لذلك، إذا كنت تحاول إنجاز أعمالك مع استمرار مجموعة من الأشياء في سرقة انتباهك، فسيصعب عليك الحفاظ على هذا الانتباه!
السؤال التالي الذي نحتاج إلى طرحه، هو كيف يعرف الدماغ ما يجب الانتباه إليه؟ تأتي الإجابة مع شبكة عصبية أخرى تسمى “الشبكة البارزة”. تخبرنا هذه الشبكة ما هو مهم وما هو غير ذلك ويبدو أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقدرتنا على تحفيز أنفسنا.
بعبارة أخرى، سيتمكن الأشخاص الذين لديهم القدرة على استخدام الدماغ في ما هو مهم حقًا من الاستمرار في التركيز على عملهم، وسيكونون قادرين على العمل لساعات طويلة ويكونون قادرين على التركيز بشكل مكثف في حالة دخولهم في منافسة.
ولكن إذا لم تكن قد ولدت بشبكة بارزة قوية، فما الذي يمكنك القيام به اتجاه هذا الموقف؟

اقرأ الحلقة الثانية من السلسلة

3 thoughts on “التطوير الذاتي: من العشوائية إلى الإتقان. [الحلقة 1]”

  1. Pingback: التطوير الذاتي: من العشوائية إلى الإتقان. [تمهيد] - Imad Msiyah

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *