fbpx

التطوير الذاتي: من العشوائية إلى الإتقان. الحلقة 6

 لماذا نفتقد إلى الانضباط؟

المماطلة تأتي من قلة الانضباط. هذا ما يحدث بالضبط عندما نريد الجلوس في مكاتبنا للدراسة أو القراءة أوالعمل، على الفور يبدأ عقلنا في التعجب والاندهاش والتساؤل. على المدى الطويل و المتوسط، ترجع هذه المماطلة إلى بضعة عوامل.  بالنسبة للمبتدئين، فإنهم يعتبرون كل عمل يفترض أن يقومون به، هو عمل يحتمل إلى حد ما أن يكون مملا وغير مجزي.

أما إذا كان العمل الذي عليك القيام به هو عبارة عن لعبة كمبيوترأو تناول أكلتك المفضلة اللذيذة، فمن المحتمل جدا أنك لن تماطل و لن تسوف.  مشكلة أخرى ترجع إلى التوتر والقلق. عندما نشعربالقلق والتوتر، فإن عقلنا يريد الالتفاف حول مصدر هذا التوتر والتركيز عليه- العقل في هذه الحالة لا يسمح لنا بالانخراط في أشياء علينا القيام بها.

لهذا السبب سنجد أنفسنا نضيع المزيد من الوقت في حالات عديدة من خلال تصفح الويب أو مشاهدة التلفاز: يمكن تشبيه هذه الوضعية بمن يدفن رأسك في الرمل على أمل أن تختفي المشاكل. بطبيعة الحال، من السخرية أن هذا التأخير في إنجاز أعمالنا لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور! في نهاية المطاف، هذا مثال على أننا لا نسيطرعلى عقولنا بسهولة. هذا هو “العقل الغير المروض” في أسوأ حالاته وهو مثال رائع على كيف يمكن أن يكون خارجا عن سيطرتنا عندما يتعلق الأمر بأين نريد أن نوجه طاقتنا.

وهذا يقودنا إلى المشكلة الأخرى: الطاقة. في كثير من الأحيان، نحن ببساطة مرهقون جدا لفعل الشيء الذي نحتاج القيام به. ربما كان لديك يومًا طويلًا في المكتب والآن أنت بحاجة لترتيب أو تنظيف حديقتك أو مكتبك أو مطبخك. أنت متعب جدًا للقيام بذلك لذا تفكر في أن تمنح نفسك خمس دقائق من الراحة أولاً. والتي سرعان ما تصبح عشر دقائق، أو عشرون. حتى يمر وقت طويل بين قرارك وغفوتك إلى أن يأتي وقت نومك.

  في بعض الأحيان نفتقر إلى الطاقة والإرادة إلى حد هذه الدرجة من الانفلات، و بالتالي يمكننا في الواقع المماطلة قبل حلول وقت النوم! نحن في الواقع نجد أنفسنا نشاهدة برامج تلفزية تافهة أو نتصفح شبكات التواصل الاجتماعي في الوقت الذي كل ما نريد القيام به هو النوم – لأننا لا نستطيع مواجهة فكرة الاضطرار إلى النهوض وتنظيف أسناننا. والطاقة هي المسؤولة عن ذلك بحدة أكبرأيضًا.

 هل اقتنعنا إذن، في الواقع الانضباط يتطلب طاقة. كلما واجهنا قرار الاختيار، اختيار أخذ القرار الأصعب دائما ما يتطلب منا الطاقة. هذا هو السبب لماذا نميل إلى أن نصبح أقل خلقا في آخر اليوم.

قوة الإرادة لدينا تكون متعبة في هذه الفترة من اليوم، لذلك نختارعادةً الطريق السهل – أشخاص آخرون تصيبهم اللعنة و يخرجون أسوأ ما بداخلهم، فتجدهم ينفعلون لأتفه الأسباب، و يشتمون هذا و يسبون الآخر!

 الآن أنت تعرف كل هذا، والسؤال التالي هو كيف يمكنك أن تعمل على إنهاء هذا التسويف واكتساب قوة الإرادة في كل زمان و مكان؟

اقرأ الحلقة السابعة من السلسلة

 

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *