الثقة بالنفس المنبثقة من الداخل
هذا المثال الأخير لبناء الثقة بالنفس يعمل بطريقة أوتوماتيكية و سيصبح عادتك لأنه يخلق نوعا ما “دائرة حياة”. و هكذا ستتأثر أعمالك الأخرى، كلما كانت أعمالك جيدة سيؤدي ذلك إلى مزيد من الأعمال الأخرى الجيدة. سوف تتغير نفسيتك و شعورك العام و سترتدي ملابس أكثر أناقة ربما وتلك الثقة التي ستضفيها على شخصيتك ستجعل الآخرين يعاملونك بطريقة مختلفة. وهذا بدوره سيجعلك تشعر بمزيد من الثقة وستبدأ في الإحساس العميق بالثقة بنفسك.
ولكن إذا كنت ترغب في رفع مستوى ثقتك حقًا، فعليك فعل المزيد من التحسينات على هذا الشعور الداخلي بالرضى.
وأنت تعرف من أين يأتي هذا الرضى؟ إنه يأتي من التوقف عن القلق بشأن ما يعتقده الآخرون.
هذه هي الثقة بالنفس حقيقة. الشخص الأكثر ثقة في مجموعة ما هو الشخص الذي نستشعر أنه طبيعي في تصرفاته بطريقة لا يتم فعلا التدخل فيها لجعله “يبدو أكثر إثارة للإعجاب” ولكن يتم ذلك بطريقة تجعل الآخرين يشعرون بالراحة اتجاهه بغض النظر عن رأي المخالفين.
الشخص المثير للإعجاب حقًا هو الشخص الذي لا يعير اهتماما بما يقوله الآخرون مهما كان سلبيا. مثل هذا الشخص كثيرون و ليسوا مجبرين على الاتفاق مع الإجماع العام ليكونوا محبوبين و مرغوب في التعامل معهم. يتحدثون عن رأيهم بكل صراحة و وضوح، بينما لا يزالون بالطبع يحترمون آراء الآخرين.
إذن كيف يمكنك الوصول إلى هذه المرحلة؟ حيث تتوقف حقا عن الاهتمام بما يعتقده الآخرون عنك و عن آرائك خصوصا إذا كانت تلك الآراء سلبية؟
الجواب هو عليك أن تعرف نفسك بنفسك وعليك أن تعرف ما هو مهم بالنسبة لك. اقض بعض الوقت في التفكير للعثور على “هدف أو أهداف” في حياتك، وما هي مهمتك الحقيقية وما تريد تحقيقه.
بمجرد قيامك بذلك، سوف تكون قادرًا على بدء العمل نحو هذا الهدف وتركيز طاقتك على تلك الأشياء التي تهمك. وبمجرد الانتهاء من ذلك، ستتمكن من تجاهل إهانات و آراء الآخرين.
الناس يضايقك لكونك قصير القامة؟ في ماذا يهمك ذلك عندما يكون هدفك هو أن تصبح كاتبا عظيما؟
لست متأكدا إذا كانت مجموعة من الناس مثلك؟ ما الذي يهم عندما تعرف من هم أصدقاؤك الحقيقيون؟
إن معرفتك لنفسك والحكم على نفسك وفقًا لمعاييرك الخاصة سيجعلك محصن ضد أحكام الآخرين وسيساعدك على تعزيز عزيمتك وتصميمك.
والآن، ستصبح شخصًا أكثر إثارة للاهتمام وأكثر جاذبية. سوف يكون شغفك واضحًا في الطريقة التي تتحدث بها وحقيقة أنك لست قلقًا جدًا بشأن ما يعتقده الآخرون بشأنك مما يجعلك أكثر غموضًا وإثارة للاهتمام. لا تحاول إرضاء الجميع من حولك، بل سيبدأ الأشخاص الآخرون في محاولة لإرضائك.
وهذا هو طريقك نحو الثقة العليا بالنفس، ثقة مضادة حتى للرصاص.