fbpx

نهاية السنة بداية

طبعا نهاية السنة غير صالحة بتاتا لوضع البرنامج السنوي المقبل أو حتى القيام بجرد للمنجزات المحققة في السنة الفارطة.
في عالم المقاولة، تعتبر المحاسبة العامة السنوية  إجبارية و المحاسبة التحليلية الدورية اختيارية، على الأقل هذا ما يدرس، كذلك بالنسبة للإنسان و ربما أكثر، نستطيع القول بضرورة اعتماد محاسبة يومية على غرار المحاسبة العمرية.
نهاية السنة تعتبر مناسبة لمن يتقنون تحليل الحصيلة، و لهم باع طويل في التحاليل و قراءة لغة الأرقام و إصدار القرارات بسرعة الضوء، أما من لم يحدد أهدافا و لم يحقق إنجازات و لم يقم و لو مرة واحدة بتحليل حصيلته الدورية، يومية كانت أو أسبوعية أو شهرية، فنهاية السنة لن تغير شيئا مذكورا في أهدافه المستقبلة و لو تظاهر بذلك.
خريطة الطريق تبدأ قبل سنوات خلت و ربما تبدأ عندك اليوم، ما هي أهدافك الكبرى، كبيرة جدا، ماهو إذن هدفك؟ نعم، هدفك، هدف واحد و وحيد؟ ممكن لهدف واحد أن يغير نمط عيشك كما تغير الطيور وجهتها.
حين تبرمج نمط عيشك على هدفك، ستغير وقت استيقاظك، ستغير عاداتك اليومية، ستكتب اليوم مخطط الغد، ستحدد وقت العمل و وقت الراحة، و قت الأكل و وقت القراءة، ستبدأ بلمس منجزاتك اليومية، ستكبر طموحاتك، ستفكر في أهداف أخرى، كبيرة و صغيرة و متوسطة، ستبرمج يومك و أسبوعك و شهرك و سنتك على أحسن وجه، طبعا لأنك تعرف ما تريد و تعرف إلى أي اتجاه أنت ذاهب و مع من و كيف ستصل، و العدة اللازمة للوصول، و الوقت المناسب للوصول….المهم في هذا كله هو الاستمتاع قدر المستطاع بالرحلة و بكل مرحلة على حدة.
ستحقق مشاريعك، ستقسم أهدافك السنوية إلى أهداف نصف سنوية و أهداف شهرية، ستزداد عندك قيمة الوقت أكثر من أي شيء آخر، أكثر من هذا، ستندمج هذه الأدوات كلها في شخصيتك حتى تنصهر داخلك و تصبح و تمسي معك، تحدثك و تهمس لك، تذكرك بالهدف و تحفزك للمزيد، دون أدنى مجهود إضافي، لأنك تخلصت من عاداتك البئيسة التي كنت تظن أن العيش بدونها مستحيل. ستنقش في أحجار  شخصيتك الكريمة عادات جديدة توافق أهدافك و تعززها، و كلما استمتعت بهذا التغيير كلما أعطيت الضوء الأخضر لجسدك ليتحرك و لقلبك أن يسمو و لعقلك أن يفكر بطريقة مركزة بدون زيادة أو نقصان، مفرزا عادات لم تكن تخطر على بالك، تشكل مصدر قوة لك.
عمليا، خذ يوما مثاليا بالنسبة لك و قم بتقليد ما قمت به في اليوم الموالي، غير و حسن كما شئت حتى تصل ليوم كله عطاء و راحة و تفاهما و رضى.
أكيد سيكون الطريق طويلا، شاقا نعم بلغة العادات البئيسة، تأكد فقط أنك في الطريق الصحيح، الباقي تفاصيل.
و أنت في الطريق، ستجد باب القناعة، افتحه فورا، ستجد باب الصداقة، افتحه فورا، ستجد باب الفرص، اغتنمها،…….طبعا عقلك و قلبك و جسدك لن يكترثوا لعدة أبواب، لم تعد تراها أصلا مهمة.
و أنت في الطريق، تذكر أن السنة لا تعني الكثير من الوقت، لا تظنن أن لديك المزيد منه، تذكر أن كل شهر مهم بالنسبة لك و لأهدافك، تذكر أن كل يوم مهم بالنسبة لك و لأهدافك.
 إنجازاتك و فعاليتك تحسب كل يوم و ليلة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *