أخرج السيمو لايف الذي بداخلك!
مع اقتراب حلول القمة العربية للأفلييت, تكثر الأماني و التهاني و القيل و القال, يكثر البحث عن المال و الأعمال مع وجود رجال و نساء صدقوا ما عاهدوا أنفسهم به, تجارة إلكترونية, برامج معلوماتية, مواقع تسويقية, استراتيجيات تصديرية, فيديوهات تعليمية مجانية و أخرى بأقساط مالية, سطوريات تحفيزية, تدوينات تاريخية, أرقام خيالية و أخرى فلكية, مشاريع جهنمية و منتوجات ذات نجومية, قصص هوليودية و اجتماعات على طريقة النوادي الأمريكية في أفخم الفنادق المغربية و العالمية, سفريات أسطورية, صداقات و لقاءات حقيقية و أخرى عبر الشبكات الاجتماعية, نصائح و إرشادات يومية حول كل طرق جمع الثروة المالية, و بناء مجد المغربي الحر و شد أزر الأسرة المغربية و ربط أواصر الأخوة العربية.
الخدمة الخدمة الخدمة, كلمات ينطقها السيمو لايف أحد أعمدة التحفيز في المغرب و الوطن العربي في كل وقت و حين, و يبرهن على ذلك باستيقاظه المبكر و ممارسته للرياضة, و التزامه بعمله و الحفاظ على صحته العقلية و البدنية و كله شوق أن يرى أبناء بلده ينهضون من سباتهم كما ينهض الحصان المروض لخوض غمار المنافسات.
أرقامه و نمط عيشه يدل بما لايدع مجالا للشك بأن الشخص صادق حتى النخاع, تحركاته و تغييره للبلدان, انطلاقا من بلده الأم, إلى أمريكا و تايلاند ثم بانكوك, السيمو لايف يحقق أحلام الكثيرين. رفض أن ”يضرب و يهرب” كما يفعل أغلب أبناء جلدته, كل أمله الرجوع لوطنه و همه اليومي اقتسام ما تعلمه مع متتبعيه. السيمو لايف, إن لم يكن ظاهرة بامتياز فهو على الأقل, إنسان يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و لو أننا نواخذ عليه نطقه ببعض الكلمات التي تبتدئ بحرف الفاء, في سبيل تمليح الكلام و زيادة التأثير على أجيال تربت على الحلم الأمريكي بولاياته و أفلامه و نجومه و لغته و خصوصا عملته الدولار.
التقيت السيمو لايف أول مرة في المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير بمدينة القنيطرة, بمناسبة تنظيم حدث تيد إكس, و كنت آنذاك كمتحدث كما كان معنا متحدثون آخرون منهم المرحوم عبد الله شقرون و أمين رغيب و حميد الماط و حكيم السمامي و طلال لحلو و رشيد الوالي و رجاء بنشقرون و بن عبد الجليل. كان اهتمامي منصب على ثلاثة مشاركين منهم السيمو لايف, بحكم معرفتي المسبقة بأصدقائي حكيم و طلال و عبد الله, أو بحكم معرفة قبلية للشخص كالممثل الكبير رشيد الوالي و حميد الماط الذي ينحدر من مدينة فاس, و الذي طالما صادفته في أمكنة عديدة يبرز مواهبه في الحساب السريع لمرتادي المقاهي و المارة على حد سواء.
رابط التقرير الصحفي على موقع هسبريس: https://bit.ly/2RZ6BO9
و رابط تدخلي في حدث تيد إكس: https://bit.ly/2W8j7u5
الذي للإشارة كان التدخل الوحيد حسب علمي و الذي خصصت له هسبريس حيزا في موقعها نظرا لأنه كان بالعربية الفصحى على ما أعتقد و ليس لأن المحاضر أو المحاضرة يستحقان و أتمنى أن أكون خاطئا. وموقع هسبريس يبقى له موقع في قلبي لأن صحفيا منهم اتصل بي في يوما ما من أجل تسجيل كابسولات فيديو حول التطوير الذاتي, و نظرا لأولويات أخرى نسيت أن أعاود الاتصال بهم من أجل بدأ المشروع. و بكل صراحة, في ذلك الوقت و حتى يومنا هذا ليس لدي رغبة قوية في الظهور الإعلامي و لو أن الفكرة تراودني بين الفينة و الأخرى. بدل تسجيل فيديوهات, قمت بكتابة سلسلة حول التطوير الذاتي أنشرها في حلقات على موقعي.
نرجع لموضوعنا, السيمو لايف. هذا الفتى المراكشي و الذي يفتخر بأصوله و هويته, حينما صعد إلى المنصة للتحدث عن تجربته, كان صادقا و حرا و متواضعا, ذكر قصة نجاحه من ألفها إلى يائها, ذكر قصة حصوله على أول شيك و تخبطه في البحث عن بنك يمكن أن يصرف منه الشيك. كان الحدث في تاسع فبراير من سنة 2013, و كان السيمو لايف آنذاك يهمه فقط إيصال المعلومة و بأي لغة, لم يكن مثل اليوم واثقا من قدراته, يصول و يجول بل و يبدع لساعات و ساعات أمام كاميرات هواتفه و كله ثقة و تفاني في إعطاء كل الدروس التي تعلمها و حتى التي سيتعلمها, و قلما نصادف شخصا يخبرك بأسراره مثل ما فعل السيمو. و لو أنه عبر مرارا و تكرارا عن رغبته و تراجعه مرات و مرات عن إعطاء المعلومات المفيدة نظرا لبعض الانتقادات هنا و هناك, و إنما ثابر و كافح من أجل الإبقاء على خط الإنتاج, إنتاج المعلومات الغزيرة بالمجان. كثيرون من استفادوا من السيمو لايف, بل و أصبحوا نسخة معدلة منه, و الجميل في الأمر أنهم يعترفون له بالفضل, و يجالسونه في كل مرة يقضي فيها عطلته في المغرب, بعضهم اقتنع حتى بنمط عيشه خارج البلاد. منهم من سافر و التحق به, و منهم من استقر في أرض الله الواسعة.
في داخلي كنت أقول و أنا أتتبع مداخلة السيمولايف, آه لو أتقن هذا الفتى التحدث أمام الجمهور, لكان لمحاضرته و قع آخر. للتذكير, نفس الشيء أحسست به بالنسبة لأمين رغيب و حميد الماط و بنسبة قليلة مع المرحوم عبد الله شقرون. كانوا يمثلون لي شخصيا نماذج من الأشخاص الذين نجحوا و صدقوا نجاحهم حتى النخاع و لو كانت تنقصه اللمسة الأكاديمية التي لم يبالي بها أحد منهم, غريب شيئا ما هذا التناقض الذي ألفه المغاربة مع صعود نجوم و أبطال عالميين لم يكملوا دراستهم مثل بيل غايتس و مارك زوغلبيرك و ستيف جوبز و جاك ما…..هذا ما يبدو للمغربي العادي الذي تمدرس في المدرسة المغربية و التي حرمته من التعلم و هناك فرق كبير بين التمدرس و التعلم. و هذا الجيل أصبح مقتنعا أن المدرسة ليست المصدر الوحيد للتعلم و ليست ضرورية لبناء مستقبل زاهر.
السيمو لايف تعلم ما لم يتعلمه جيل كامل من المتمدرسين مجتمعين, و هؤلاء منهم من يأخذ العلم من السيمولايف بل و يعض على نواجذه من أجل سبر أغوار قدراته و إمكاناتك من أجل تطويعها لللحاق بالقطار المكوكي السريع الذي يركبه السيمو, كل فرد من هؤلاء و عددهم يكبر يوما بعد يوم, يبحث بشق الأنفس عن السيمولايف الذي يقبع في داخله و الغريب أن السيمو لايف بشحمه و لحمه من يساعد كل هذه الأفواج من أجل أن تصبح نسخة حقيقية مثله. لا يدخر جهدا في الظهور اليومي بعد أن كان ظهوره يقتصر فقط على المقالات و بعض الفيديوهات و الصور. السيمولايف أدرك أنه أصبح ماركة مسجلة, لاينتظر من أي جهة أن تعطيه الضوء الأخضر ليتحرك و يبدع, هاتفه معه أينما حل و ارتحل, كلما أحس برغبة جامحة تتملكه في أن يفيد إخوانه المغاربة, لا يتردد. أيامه تتشابه, حركاته تتشابه, أكله يتشابه, يكاد يكون نفس نمط العيش اليومي يتكرر يوميا في بانكوك, و مع ذلك, استطاع السيمولايف أن يشد انتباه المتتبعين, كما تشد مباراة كرة القدم انتباه المشاهدين….نعم نعم, المستقبل لمن يستطيع أن يشد انتباهك و يأخذ وقتك, بل و أثرياء المستقبل هم من هذه الفئة, و لا شك أن السيمولايف أدرك و يدرك هذا المعطى.
التحقت بفندق حياة رجينسي بالدار البيضاء مع انطلاق القمة العربية للأفيلييت و صدفة التقيت شباب الأنترنيت، لا أدري لماذا تذكرت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و التي انطلقت منذ سنة 2005, و كنت آنذاك رئيس القسم المالي و الإداري مكلف بالتدقيق بالجمعية المغربية للتضامن و التنمية. آنذاك كانت المرحومة زليخة الناصري من قادت المبادرة.
بحكم تخصصي الرئيسي في الاقتصاد، و أنا في الفندق، لم أجد لا صحافة و لا باحثين و لا كاميرات….بعكس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي رصدت لها إمكانات هائلة و كل الوسائل المتاحة لتنمية المغرب. القمة العربية للأفيلييت، مائة في المائة شبابية حقيقية، أكاد أقارنها بكل المبادرات في المجالات الاقتصادية، و الإجتماعية و السياحية…..والعارف عن ماذا أتحدث سينصفني و لو في المستقبل.
شباب استطاع أن ينبثق من بلد فرصه معدودة أو منعدمة بالنسبة للكثيرين، شباب لم يكتف بإنقاذ نفسه، بل دأب منذ البداية على مساعدة إخوانه من المغاربة عبر نشر المعلومة صباح مساء، و العارف أيضا سينصفني و لو مستقبلا، سينصفني لأننا في عصر المعلومات بامتياز، و لا أدري هل هؤلاء الشباب يعرفون حقا ما هم بصدد فعله، إنهم يستغلون كل الطرق السيارة للمعلومات و التي تحدث عنها الرئيس بيل كلينتون و نائبه آل كور منذ زمن، هؤلاء الشباب هم من يحق لهم التدريس و لو يفهم أصحاب القرار نصف ما استطاع فعله هؤلاء لربما استطاع المغرب أن يوفر فرص عديدة للشغل.
أولا هؤلاء الشباب يفهمون و يتحدثون و يشتغلون باللغة الإنجليزية، ثانيا، تمكن جلهم من إنشاء مقاولات حقيقية بدل الاختباء وراء الحاسوب بأسماء و بطائق مزورة، ثالثا، استطاع هؤلاء الشباب أن يحقق أرقام معاملات تعجز عن تحقيقها أغلب المقاولات الصغرى و المتوسطة، رابعا، استطاع هؤلاء الشباب أن يحافظ على اللحمة و القوة عن طريق اللقاءات المتعددة و الاستفادة المتبادلة في كل وقت و حين، خامسا و الأهم هو تقديمهم ليد المساعدة دون أن يطلب منهم ذلك أحد.
نموذج تنموي بامتياز خارج تغطية المسؤولين، و والله لمعرفتي بهم و بتواضعهم تبين لي الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء من أجل التشغيل و التعليم و السياحة و التجارة…..
لكن، لا حياة لمن تنادي، تصفحت تفاصيل الشركات المساندة و المستشهرين، فتبين لي جليا أنها في ملك الشباب أيضا، شباب الأنترنيت، ماعدا شركة أو شركتين……..أتمنى أن أكون خاطئا و أرى ابتداء من اليوم تشجيعا رسميا لمثل هذه المبادرات و لو أنني مقتنع أن بعضا من بني جلدتنا يهابون هؤلاء الشباب لأنهم منافسون حقيقيون في شتى المجالات: الإشهار، التجارة، التسويق……
في الختام, وأسابيع قليلة فقط بعد انتهاء القمة العربية للأفيلييت، التقى السيمولايف مع أصدقائه و الصورة أسفله توضح بالبرهان هذا اللقاء و قد نشرها السيمو في حسابه على الأنستغرام و هذا ما كتبه كتعليق على الصورة و اللقاء معا.
“علاقاتك هي رأس مالك، و رأس مالك هو علاقاتك. في الصورة يوجد الكثير من مليونيرات الانترنيت المغاربة، مع وجود المصريين و الجزائريين. تخيل أنك تجلس في طاولة و تقوم بحساب بسيط و تجد أن مبيعات شركات الحاضرين مجتمعة تفوق المليون دولار في اليوم الواحد.
الحمد لله، كل شيء بدأ من الصفر، لم أكن أتخيل يوما أنني سأجمع أناس كهؤلاء، و سأربط بينهم علاقات و حلمي أن أزيد من نجاحي و نجاح الناس الذين من حولي و أن أتعرف على أناس ناجحين جدد إلى أن أجلس يوما في طاولة اجتماعات يكون مجموع المبيعات بها يفوق المليار دولار في الشهر. أتمنى بعد سنين طويلة أن أعيش إلى أن أرى هذا اليوم.
كل شيء يبدأ بحلم.
اللهم ارزقني و ارزق من حولي فقوتي هي أني لا أريد أن أنجح لوحدي و لكن أن أنجح أنا و من حولي و أن ننجح جميعا.”
السلام عليكم و رحمة الله
شكرا على هذا المقال الجميل كما أني أقول لك حقا سيمو لايف قد غير عقلية كثيرا و ما أدركته في سنة 2018 و تعلمته منه لم أدركه طوال حياتي و كان سبابا في حب عالم القرأءة و من بداية السنة إلى اللحظة قرأت 6 كتب بعدما كنت أقرأ شبه كتاب واحد بالكاد.
شكرا لك و ما شاء الله عليك و أسأل الله لك التوفيق .
والله انت ايضا شديد يأخي نشكرك كثيرا
سيموليف من اعز الناس لدينا وانت ايضا وجميع ابناء الوطن العربي الذين سهمو في تطويرنا رغم اننا نحن من علينا ان نطور انفسنا thanks bro
رائع للاشارة ستوريات السيمولاف ليست موجهة للمغاربة فقط بل للعرب ككل ان لم نقل العالم هذا بعد ان يتعلموا اللغة العربية شكرا على هاته الكلمات وبالتوفيق فيما تتمناه ايها الشديد ?
من أحسن المقالات التي قراتها عند استيقظت من سوبات
تبارك الله في قمة