يتفق الكثير من الناس على أن من أسباب السعادة العلاقات الجيدة مع الآخرين، سواء على مستوى العائلة أو الحياة الشخصية و العملية، و تشير الدراسات التي أجراها الكاتب دانيال جولمان و غيره من الكتاب أن تأثير المهارات الاجتماعية على درجة نجاحك أكثر من تأثير قدرتك العقلية و تعليمك وخبرتك العملية مجتمعة. و بالتالي حري بك أن تصبح خبيرا في العلاقات الاجتماعية و أن تحسن من قدرتك على التفاعل مع الآخرين.
طور مهاراتك في العلاقات العائلية و الشخصية:
تتحسن حياتك الشخصية والعائلية فقط عندما تتحسن أنت. فكر و حدد العادات والسلوكيات التي ستساعدك على تحسين وإثراء مستوى علاقاتك الشخصية.
إليك بعض النصائح لتحسين حياتك الشخصية والعائلية:
تخيل إمكانية عيش حياة مليئة بالأفعال البسيطة المبهجة، والتي لن تستغرق منك سوى بضع دقائق فحسب.
إليك هذا النموذج، يمكنك البدء به.
خطة يومية لتنمية ذاتك
اليوم 1: أدِّ معروفاً لشخص آخر
خصص بضع دقائق لأداء عمل ما لصالح شخص آخر، فقط بضع دقائق من العطاء دون مقابل. على سبيل المثال، عرف المحيطين بك بخبرتك، عزز مهارات شخص ما على موقع “LinkedIn” أو “Facebook”، أو أي من المواقع الاجتماعية الأخرى.
اليوم 2: شارك خبراتك الإيجابية
وجد الباحثون في دراسة منشورة في مجلة جمعية علم النفس البريطانية أن مشاركة الآخرين الأشياء الجيدة التي حدثت لك في حياتك هي طريق للسعادة. و في دراسة أخرى, فقط مشاركة الأشياء الايجابية مع أشخاص إيجابيين يجعلك تعيش حياة أكثر ارتياحاً.
اليوم 3: قلل من سعيك الحثيث لتحقيق المزيد
العمل الشاق لساعات طويلة يفقدنا التوازن، وبمرور الوقت يفقدنا بهجة الحياة، أبطئ في سعيك قليلاً، وتعلم أن الحياة جيدة بوضعها الحالي وتستسلم للقدر في بعض الأمور، وهو ما سيجعلك سعيداً.
اليوم 4: ضع نفسك مكان الأخرين
من خلال التفكير في ظروف الآخرين، والإحساس بآلامهم وإحباطهم، وتفهم تفاصيل تلك المشاعر كما لو كانت تخصنا، يمهد لك الطريق كي تستطيع مساعدتهم؛ فيدعم ذلك شعورك بالامتنان.
اليوم 5: استكشف أهدافك
ذكِّر نفسك من آن لآخر أن الهدف من الحياة ليس العمل 8 ساعات يومياً، لمدة 30 سنة، ومن ثم التقاعد بل إن هدفك لابد أن يكون اكتشاف سبب وجودك، إذ لابد أن تستمتع قدر الإمكان طوال تلك الرحلة و تترك آثار حسنة فوق هذه الأرض و بصمات تدل على فهمك لمغزى الحياة.
اليوم 6: توقف عن جذب الاهتمام وامنحه للآخرين
يحدث شيء سحري عندما نترك الفرصة للآخرين كي يتألقوا، ولو اصطدم كبرياؤك أمام تألقهم. أن تعطي الفرصة للبعض كي يظهروا للآخرين، وأن يُسمعوا وينالوا التقدير والاحترام، أكيد ستجد متعة كبيرة في ذلك. فضلاً عن الشعور بالطمأنينة والثقة بالنفس.
اليوم 7: احمد الله على نعمة الصحة و الوقت و العقل….
بغض النظر عن الحياة العملية التي تعيشها و الدخل الذي تحصل عليه كثيرا كان أم قليلا، لابد أن تبدأ يومك بشكر القوة العليا على ما منحتك من نعم. فكل يوم يمر عليك هو فرصة لتحسين وضعك على جميع المستويات.
اليوم 8: امتلك مهارة الصبر
أتمنى أن يتمرن الناس على فضيلة الصبر، فعندما تخرج الأمور عن السيطرة، يساعدك الصبر على الاسترخاء وإعادة التفكير، وعلى حسن الظن بالآخرين في تلك اللحظات التي تكون على وشك الانفجار في وجههم، خصوصا إذا علمت أن سبب تهورهم خارج عن سيطرتهم.
اليوم 9: ابدأ بالسلام
يميل الكثير منا إلى ترك الغضب يتفاقم بعد المشادات الكلامية ثم نقاطع الشخص حتى يأتي معتذرا، إلا أن هذا التصرف هو محض غباء، إذ إنه بسبب الغرور قد تفقد الكثير من العلاقات.
ما الذي سيحدث لو مددت يدك للتصالح أولاً، حتى لو كنت الطرف الذي يستحق الاعتذار، مثل هذه الأفعال البسيطة تصنع المعجزات، إذ ستجد الشخص الآخر ربما ندم على أفعاله و أقواله ويعتذر هو كذلك وتستمر العلاقة من جديد.
اليوم 10: تعلم قول لا في الحالات التي لن تفيدك
يعيش الناس السعداء حياة بسيطة، إذ لديهم مخططات بسيطة لحياتهم، ولا يحملون أنفسهم فوق طاقاتهم، فهم يعيشون وفق قيمهم وأهدافهم، ويضعون حدوداً صارمة لما قد يطرأ على أسلوب حياتهم، وليس لديهم أدنى مشكلة في رفض أي شيء لا يتوافق مع مخططاتهم البسيطة.
اليوم 11 : اكتسب الحكمة من شخص آخر
يجب عليك أن تبحث عن علاقات تتعلم منها، لذلك ابحث عن الأشخاص الذين قد يؤثرون في حياتك، وادعُ أحدهم في بيتك أو في مكان عام، وتعلم شيئاً جديداً منه.
اليوم 12: قم بالتمارين الرياضية
فكل ما يتطلبه الأمر 15 دقيقة يوميا للمحافظة على نشاط القلب، وهو ما يعادل تناول مضادات الاكتئاب.
اليوم 13: حسن من عملية تنفسك
توقف هنيهة عن عملك، ثم تنفس، ثم راقب شهيقك وزفيرك لمدة دقيقتين، وداوم على ذلك يومياً، يساعد عقلك على التركيز في شيء واحد، ويرفع مستوى الدقة، ويحسن من معدلات السعادة، ويقلل مستويات التوتر.
اليوم 14: اشكر الناس و عبِّر عن العرفان
استقطع دقيقتين من وقتك يومياً لكتابة رسالة إلكترونية تحفيزية، أو رسالة نصية تشجيعية، أو رسالة تشكر فيها شخصاً تعرفه، وداوم على ذلك كل يوم.
الأشخاص الذين يفعلون ذلك أصبحوا قادة إيجابيين ومتميزين بعلاقات اجتماعية قوية، كما أنه يعد مؤشر للسعادة على المدى البعيد.
اليوم 15: ابحث عن شيء أو شخص يضحكك
تساعدك الفكاهة على التفكير بطريقة أكثر شمولية وابتكاراً، من الفوائد أيضاً، أن الجسم يفرز هرمون الإندروفين، والذي يعد أقوى 10 مرات من المورفين، وله أثر منعش يوازي تدريب لياقة بدنية مكثف.
اليوم 16: حاول حل مشكلة كنت قد أهملتها
قد يحدث أن تؤجل المواجهة مع شخص صعب المراس أو الانتهاء من مسألة عويصة، إلا أنه يتحتم عليك مواجهة تلك الصعاب، لذلك عليك التوصل لخيارات أكثر مرونة لحل المشاكل. يُعَلمك ذلك أن تكون صادقاً مع نفسك ومع الآخرين.
هذه مجرد قائمة ستساعدك على البدء في الخطوة الأولى، يمكنك أن تكرر هذه الأعمال كما يمكنك أن تزيد أعمالا أخرى و أياما أخرى، يبقى البحث عن المعنى في هذه الحياة أشد تأثيرا من هذه الأفعال. لكن القيام بها سيحسن حياتك للأفضل.