Imad Msiyah

قوة التأمل

ممارسة التأمل هي حيلة أخرى. التأمل لا يعني أننا وصلنا لبعد ربما يعتبره البعض باطني و البعض الآخر روحاني، نعم ممارسة التأمل و الحصول على نوع من السلام الداخلي أكثر من محبذ, لكن يلزمنا الاستيقاظ من الغيبوبة السعيدة لأن الأمر كله يتعلق بالإبقاء على تركيز العقل والتحكم في الانتباه. عندما تمارس التأمل، فإنك حقيقة تمارس عملية تطهير للعقل من الأفكار السلبية و الأفكار المشتتة ولو كان هذا التركيز على لا شيء, الذي يجعلنا في كثير من الأحيان نغير الجو كما نقول نحن العرب.

وربما تظن عزيزي القارئ أنه من السهل أن تمارس التأمل في لا شيء, لا و ألف لا, يحكى أنه ببلاد تايوان, هناك أشخاص يؤدون مبالغ مقابل مساعدتهم على النجاح في عملية التأمل بحيث من الصعب على الإنسان أن يجعل عقله يقف عن التفكير ليبدأ عملية التأمل في لا شيء, صعب صعب جدا, و إذا أردت أن تجرب جرب. هذا الكلام هو حرفيا الطريقة التي ستجعلك تدرب شبكتك البارزة مثلما قد تدرب عضلاتك في صالة الألعاب الرياضية، والتي ستمكنك من بناء تركيز وانضباط كبيرين. أكثر من ذلك، هو أن التأمل يعلمك الانفصال عن كل الأفكارالمشتتة و كذلك يبعدك عن كل انزعاج و قلق و توتر ويساعدك على ترك الأشياء التي يمكن أن تلعب على عقلك.

التأمل يمكن أن يوفر لك ربما أكبر ترقية في حسابك الشخصي المتعلق بالرفاهية والإنتاجية والتركيز – لذلك هي ممارسة يجب على الجميع القيام بها. المشكلة الوحيدة؟ أنه من الصعب ممارسة التأمل إذا كان لديك انخفاض  في معدلات التحفيز! ينصح بالتدرج في ممارسة التأمل, مثلا تبدأ التأمل لمدة خمس دقائق فقط, و هي عبارة عن جلسات قصيرة ومحاولة جعل هذه المدة الوجيزة عادة التي بدورها ستصبح جزء من روتينك اليومي أو الدوري حسب الاستطاعة. أما إذا كنت تمارس الرياضة بشكل منتظم سواء في الهواء الطلق أو في الصالة الرياضية، حاول ممارسة التأمل و الاسترخاء بعد كل حصة. و يمكن ممارسة التأمل متى ارتحت أنت حسب و ضعيتك و طريقة تنظيمك لوقتك. ربما قبل تناول وجبة الفطور, ربما بعد كل جلسة تنظيف الأسنان.

وإذا كنت تعاني من أجل معرفة ما تفعله أثناء حصة التأمل، فكّر في استخدام تطبيقات على هاتفك أو مواقع مخصصة لهذا الغرض لإرشادك خلال حصتك.

اقرأ الحلقة الخامسة من السلسلة